السبت، 9 نوفمبر 2013

في الاتحاد قوّة! اليوم أكثر من أي وقت مضى



الفيديراليّة كلمة نسمعها تتردّد كثيرا على مسامعنا اليوم، فالبعض يطالب بتقسيم البلاد الى أجزاء بينما الوطن بحاجة أكثر من أيّ وقت مضى إلى تضامن و قوّة لمواجهة التدهور الأمني و بناء دولة قائمة على المركزيّة الإدارية. الفيديراليّة هي كلمة بحدّ ذاتها مضادة للوحدة الوطنيّة، إذ تهدف إلى تجزيء البلاد و جعل كل منطقة مستقلّة عن الأخرى. ليبيا قد عرفت الفيديراليّة ما بين عام 1951 و 1963 إذ كان البلد مقسوم إلى ثلاث أقاليم: إقليم طرابلس وبرقة وفزان. الوضع اليوم تغيّر و العودة إلى فيديراليّة عاجزة عن جعل البلاد كيان واحد، يهدد بتنامي الفوضى و الصراع الداخلي.
اذا اتجهنا بالنظر صوب العراق، فلنتساءل بماذا كانت نافعة له الفيديراليّة؟ لم تعطه سوى المزيد من الصراعات بين المناطق المستقلّة و الغنيّة بالنفط كالكردستان العراقي و السلطة المركزيّة في بغداد. الوضع مماثل في ليبيا إذ إنّ إقليم برقة المتواجد في الشرق هو الاغنى بالنفط و استقلاليّته ممكن ان تحدث صراعاّ قائم عل خلل في التوازن الاقتصادي و الاجتماعي بين الأقاليم، خصوصا أن البلاد لا تزال قيد البناء.
في تشرين الأول 2013 خرج مئات من ثوار ليبيا، في بنغازي تنديدا بما أسموه محاولات تقسيم البلد إلى أقاليم. وأعرب الثوار عن رفضهم القاطع لإعلان راس لانوف الذي يدعو إلى تطبيق النظام الفدرالي في حكم ليبيا وأكد محمد العريبي الشهير بـ”بوكا” قائد القوة الثانية في لواء درع ليبيا إن جميع الثوار الذين بصحبته والبالغ عددهم قرابة الخمسمائة مسلح تنادوا لرفض محاولات تقسيم البلد. وطالب “بوكا” بتوزيع عادل للثروات وتيسير الإجراءات الإدارية في مختلف مناطق البلد، لافتا إلى أن تطبيق النظام الفيدرالي هو خطوة أولى نحو تقسيم البلد الى دويلات. و كان قد أعلن في رأس لانوف في آب الماضي عن تشكيل مكتب سياسي تكون مهمته تسيير الحكم في إقليم برقة الممتد من شرق مدينة سرت غربا، وحتى الحدود الليبية المصرية شرقا.
إن رئيس الحكومة علي زيدان قد صرّح في وقت مضى، أن ليبيا وحكومتها وشعبها حريصون على "السعي لبناء دولة القانون والمؤسسات التي ترتكز على التحضّر والتمدّن، وعلى التعامل في إطار القانون".
واعتبر أن "استعمال السلاح في ليبيا في غير وجهه ومن غير ذوي الاختصاص المخوّلين بالشرعية في استعماله دائماً يظل خطراً داهماً على المجتمع وعلى الدولة وسيادة القانون
ما تحتاج إليه ليبيا اليوم هو الوحدة إذ أنها السبيل الأوحد من لأجل ضمان نمو البلاد و تحصينها داخليّا و خارجيا. الفيديراليّة بحد ذاتها تشرذم حضارة البلاد و تخلق تنافر بين الأقاليم و الإدارة المركزية. الثورة تم اختطافها وتحويل مسارها، لتخضع لصراعات دولية واقليمية ومحلية ومذهبية، تبناها بعض من شارك فى الثورة وغيرهم وخدموها وحموها بقوة السلاح. الى ان قلبت الثورة وضع الوطن الى ما هو عليه الان، فقد توقعنا ذلك مبكرا "بالحديث عن الصوملة والافغنة والعرقنة والسودنة". السلاح هوا الذى يحكم ويقرر، "اذا الشعب يوما اراد الحياة، فلابد ان يستجيب القدر" ولكن نتساءل اليوم اين قوة الشعب؟ قوة الشعب تكمن في وحدة هدفه، و لكن الواقع مرير، أصبح الشعب مفككا مشتتا حاقدا يتمنى زوال الاخر. أمّا الأهداف اصبحت خاصة او جهوية او دولية دون المرور بالأهداف الوطنية.
القرار بيد الشعب و الشعب هو ليبيا و هو الذي صنع الثورة لينعم بالحريّة، القوّة تكمن في وحدة الصفوف و في ايمان بالسلطة و بالدولة. فلنعد و نردّد اليوم: في الاتحاد قوّة! 



جاد كنعان


0 تعليقات:

إرسال تعليق