الاثنين، 27 يناير 2014

وسائل تحقيق المصالحة الوطنية


المصالحة الحقيقية التي تزيل آثار الظلم النفسية ، وهي تنطلق من قدرة المظلوم على الاخذ بحقه ممن ظلمه ، أما المصالحة التي تبنى على أساس حفظُ لماء وجه المظلوم وتحريرُ للظالم من تبعات افعاله فهي ليست إلا استمراراً للفكر التبريري الذي تعاني منه الامة منذ عقود .
المصالحة الحقيقية ليست بديلاً عن القضاء العادل بل هي نتيجة لوجوده... لكن هناك من يريد استنساخ مصالحات الطغاة التي يرغمون فيها الضحايا على قبولها وهي تتم إما في غياهب السجون أو بعد خروج المظلوم منه - كرامة من سجانه - وهي مصالحة تجميلية فاشلة لقبح الجناية ، أما المصالحة التي تؤدي ثمارها فهي التي تكون بعد خروج الضحايا من ساحات القضاء العادل مرفوعي الرأس .
وبالليبي أقول المصالحة هي صدقة طوعية من المظلوم ، وليست كرها كما في المثل الشعبي –( بره راكِ صُدقة -) ومجتمعنا الليبي اليوم بحاجة ماسة لرأب الصدع بحل جذري لايترك حزازات الماضي الحزين كجمر تحت الرماد قابلٍ للاشتعال في أي وقت .
لذا من الضروري أن يكون الحل جذرياً فإن لم يكن ممكناً في وقتنا الحاضر فمن الممكن أن يتم حل المسألة الشائكة مرحلياً ، أما الحلول التلفيقية التي تستند على فقه المتاح والممكن وممارسة الضغوط على الطرف المجني عليه فهي لن تأتي بالحل المنشود .
القضاء العادل المستقل :
ثقة المواطن في القضاء وفاعليته هي أساس العلاقة بينه وبين المتخاصمين وهو لكي يحظى بهذه الثقة لابد له من إمتلاك وسائل تطبيق أحكامه وكذلك جلب الجناة لقفص العدالة ، والمؤسسة القضائية في ليبيا لم يتح لها المناخ المناسب حتى بعد الثورة لاستعادة توازنها والتخلص من آثار النظام الشمولي السابق ، فالحكومة الانتقالية الحالية والمتمثلة في وزير العدل لازالت تتدخل في أعمال المؤسسة القضائية الأمر الذي يشكل حائلاً دون إستعادتها لمكانتها المستقلة عن المؤسستين التشريعية والتنفيذية .



عبدالمنعم الشوماني


0 تعليقات:

إرسال تعليق