الجمعة، 27 سبتمبر 2013

رجال ثورة فبراير


 


رحل عنا عبد السلام المسماري و هو ثابتا على مبادئه لم تهزه العواصف ولم تهده الخبطات...وقف وحيدا محاط بعدد بسيطة من الأصدقاء المخلصين و لكنه لم يتراجع عن ما أمن به منذ أول يوم تقابلنا فيه يوم 18 فبراير من سنة 2011 ، حلم بوطن أمن عادل لكل الليبيين...و طوال الثورة كان واقفا بهدوئه و اصراره المعتاد يهدي من روع الجميع و يعمل دون توقف...لم يسأل ماذا سيكون له من كل هذا و لم يحاول يوما أن يضع نفسه قبل الوطن...عمل و لم يهمه من يقدم عمله و يأخذ جهده بدلا منه... لأن الوطن عنده أكبر من الحياة و أطماعها... واجه عبد السلام المسماري كل من حاول أن ينحرف بمسار الثورة و لم ينحني أبدا..نختلف معه في بعض مواقفه و لكن مع كل اختلاف ازداد احترامي له ..لم يرفع صوته يوما و ولم يفكر يوما في العنف كأسلوب و رفض أن يحيط نفسه بمن يحميه و أكتفى بإيمانه بالله و ثقته فيه ...و لم يفسد الخلافات في وجهات النظر يوما الاحترام و التقدير له بل كان يقنعنا بمبدئه و أن كنا نخاف عليه من القادم و لكنه أخنار طريقه.. الطريق الذي خرج من أجله منذ البدء..طريق الوطن و الإنسانية و طريق حق المواطنة و حقوق المواطن أن يعيش في أمن و أمان.... و لم يستسلم بالرغم من تباعد الأصدقاء عنه لأن الكثير منهم خافوا من الخسارة و رغبوا في المناصب والمقابل السريع.

 حلمه كان وطن يسع الجميع و يحبه الجميع , و طن يسوده القانون و العدالة , وطن لا يكسر فيه أبنائه و يغتالون ..وطن العزة و الكرامة و القيمة الإنسانية لكل سكان ليبيا.....كانت له رؤية واضحة للثورة وبناء الدولة وفق مبادىء ثابثة قاتل دونها واستشهد...لم يساوم عليها , فهى إستمرار لحالة نضاله الحقوقى قبل 17 فبراير ..كونها ثورة كرامة وحقوق....عاش لصيقا بخالقه , قريبا من الناس وللناس , بسيطا , عصاميا , بارا بوالديه , عاش بطلا ومات شهيدا..طوبى له ...

اغتيل عبد السلام يوم الجمعة في ذكرى غزوة بدر في رمضان بعد سنوات من الكفاح ضد الظلم و انتهاكات حقوق الإنسان..اغتيل عبد السلام و هو رافعا رأسه عاليا بشموخ و كبرياء ..لم يتملق لأحد ورفض المناصب التي عرضت عليه ..و فضل النضال الشريف دون مقابل... نعم... يعتقد من أغتال عبد السلام أنه أنتصر و لكن حتى في موته أنتصر الشهيد... فهو سيلاقي ربه بأجمل حلة: بسمعته العطرة و قناعته بما كتب الله و الصبر و الأخلاق الحميدة و ثباته
على المبدأ ..أنتصر عبد السلام المسماري على من غدر به و سلب حياته من أولاده وزوجته و أمه لأن ذكراه لن ننساها و التي ستذكرها الأجيال القادمة لأنه دخل التاريخ من باب الشرف و التضحية و الكرامة...دخلها شهيدا للكلمة و النضال السلمي . و رسخ في أذهاننا بكلماته الوطنية التي بها روح الشاعر التي بداخله أنه : لابد من ليبيا وإن طال النضال

و سيبقى عبد السلام المسماري رمزا للثورة و جرح الوطن.



د. هناء الصديق القلال

1 تعليقات: